الأحد، 11 أغسطس 2013

ابنتي


ليلي ! ايتها الجميلة المعذبة ,, يا من ادعوها ابنتي ,, اجهل لما اختار الله ان يحدث لك ذلك ,, لماذا كان هذا قدرك ؟! لعل الله يرد لي ما فعلته يوما ما , و لكن ماذا فعلت أنا ؟! و أليس لا تزر وازرة وزر أخرى ؟!
يوم ليس بعيد سأدرك , يوم تري فيه الأبصار .
لقد خرجتي يا ابنتي – رغم يمين اطلقته – و لكن انا من أذن لك لا يهم لم يعد يسمح السن بأن اقرب امك و لم تعد هي تشتهيني ,  سأكفر عنه لا تقلق , و انا لخروجك فرح و لكن عندما عدت لم اعرف ماذا اعتراك , لقد كنتي تتبسمين لولا الدموع  الباقية أطلالها علي وجهك لقلت انك سعيدة ,
اذكرك ضحكتك صغيرة , اذكر يوم مولدك , اذكر فرحتي و وجوم ابي كان يتمني فتي و لكني لم أكن اهتم بتلك العادات البالية فليس الذكر كالأنثي , انت احلي !
اذكر اني احببتك اكثر من اخيك , اذكر ابتسامتك , لم انساها يوما , كيف انسي تلك الأسنان المبعثرة علي فكك و الكثير منها لم ينمو و هي تبتسم ؟! , كنت انت شاغلي , علمتك القراءة و لم تكمل ثلاث سنوات ظنت امك اني اقسو عليك هكذا و لكن ماذا تفهم هي ان كانت تري ان واجبها  لا يتعد واجبات خادمة ؟! 
اكوام مجلات ميكي و سمير و فلاش و غيرها التي كنت اشتري لك مازالت موجودة رفضت ان اتخلي عنها علي الرغم من شكوي امك منها فهي لا تراها الا كراكيب و انا اراها تراث يجمعنا انا و انت يا ابنتي .
تمنيت ابنة اخري و لكن الله رزقني بأخيك  , و انظري اليه كيف هو لا يقرأ مثلك ,, بليد العقل هو من شاكلة معظم شباب هذه الأيام , لا يهتم سوي بالمؤنث . انظري اليه هل هو من سيحميك يوم اقابل رب رحيم ؟!
الرجال قوامون عن النساء و لكني اراك من ترعيه  ليس هو تعطيه , كل ما يطلب علي الرغم من انه اصبح يشمئز منك علي ذنب لم تذنيبه و انما اذنبه من هو علي شاكلته !
اظنني انا من شجعه علي ذلك , عندما حملتك ايضا هذا الذنب لم اكن اري حتي اراني الله القليل مما يعين علي الفهم .
هل تسامحينني يا ابنتي ؟!
هل تغفرين لرجل عجوز ؟!
و كيف السبيل الي غفران لا استحقه ؟!
سأقصص يا  ابنتي عليك ماضي تعرف أمك اقله و كتمت في قلبي اكثره , لعلك تعذريني و ترجعين قريبة مني مرة اخري  , اندم علي تلك الأيام التي ابتعدت عنك فيها
اسمعي حكايتي كاملة يا ابنتي و لا تحكمي الا حين انتهي , هذا رجاء من ابيك , الم تقولي يوما انك لا تريدين الا الزواج من رجل مثلي ؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق