سأحكي لك عن امرأة تمنيت ان تكون أمك , لا اكن شيء لأمك من الكره فلا يمكن ان تكره امرأة انجبتك , كما ان بيننا مودة و رحمة , و لقد كانت اختيار أمي و لم أراها تخطيء في
اختيار ابدا , لقد اصابت جدتك في اختيارها و احمد الله علي ذلك لأنك انت معي .
أمك و ان لم تكن من أحب فلقد قنع بها عقلي
فهي طيبة انت تعرفين ذلك و تلمسين ذلك فيها كل يوم , و كما قلت لم تخطئ أمي في
اختيارها فلقد كانت بجانبي في السنين العجاف و لم أنساها عندما انحسر جفاف
جيبي , أعطتني ما تملك لأبيعه بما في ذلك ما اشتراها جدك لها و رفضت جدتك أمها ذلك
و اصرت هي فاشتريت لها ضعفه حين اعطاني الله , و لا تزال ترعاني عجوزا و ترعاكم يا
ابنتي انت و مصطفي و لم تشتك – لا تسمي ما تقوله وقت الغضب شكوي فانها فقط تفضفض و
لو كانت تعنيه لكانت تركتنا حتي من قبل أن تأتي بك – اعترف بغيرتها مني عندما كنت
دائما معي عندما يحدث مكروه كانت تهرعين الي و كانت تقول انا من يحمل انا من يرضع
و انت من يحصل علي المحبة , تذكرين ذلك ؟! , و لكن عوضها الله في اخيك فهو ابن أمه
تصر ان تدلله كأنها تدلله دلالين دلالك و دلاله , و هو الآن كبر انظري اليه و
انظري الي نفسك !
انت تفطنين بكل ذلك يا ليلي , ان كنت افتخر
بشيء فعلته في حياتي فهو انت !
هل مازالت تفتخرين ابيك ؟! أسرق أحد مكاني ؟!
لا تجيبي علي اسئلتي لا استحق ان اعرف
اجابتها , أين كنا ؟! لقد تذكرت "
كاميليا " !
سوف أحكي عن كاميليا من اختارها قلبي – و كان
عقلي رافضا - ستدركين بنفسك ذلك أنا اعرف
, لن اوصفها لك سأدعك ترسمين وجها , تلونين شعرها , تلمسين نظراتها , تقسين طولها
بنفسك , سأدعك كل ذلك لك يا ابنتي لا تعتقدين يا ابنتي اني نسيتها , مثلها لا ينسي
يا ابنتي لا ينسي, و لكن كل هذا بعد عمر طويل لا يعد يهم , و سأقول كيف كانت ,
سأحاول ان اكون واقعيا ان اكون امينا في حكايتي لا تتوقعي مني الكثير فالعقل يزيف
الحقائق و يعدلها لتصبح اجمل لا يستطيع احد ان يعيش بماضيه بما حدث فعلا , فكل منا
ارتكب ذنوب تكفيه عدة حيوات و الا كيف اصبح العالم هكذا اذا كان جميع البشر ملائكة
؟!
ادع الله ان يغفر لأبيك فانه الغفور الرحيم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق