الاثنين، 12 أغسطس 2013

كاميليا

سأحكي لك عن امرأة تمنيت ان تكون أمك , لا اكن شيء لأمك من الكره فلا يمكن ان تكره امرأة انجبتك , كما ان بيننا مودة و رحمة , و لقد كانت اختيار أمي و لم أراها تخطيء في اختيار ابدا , لقد اصابت جدتك في اختيارها و احمد الله علي ذلك لأنك انت معي .

أمك و ان لم تكن من أحب فلقد قنع بها عقلي فهي طيبة انت تعرفين ذلك و تلمسين ذلك فيها كل يوم , و كما قلت لم تخطئ أمي في اختيارها فلقد كانت بجانبي في السنين العجاف و لم أنساها عندما انحسر جفاف جيبي , أعطتني ما تملك لأبيعه بما في ذلك ما اشتراها جدك لها و رفضت جدتك أمها ذلك و اصرت هي فاشتريت لها ضعفه حين اعطاني الله , و لا تزال ترعاني عجوزا و ترعاكم يا ابنتي انت و مصطفي و لم تشتك – لا تسمي ما تقوله وقت الغضب شكوي فانها فقط تفضفض و لو كانت تعنيه لكانت تركتنا حتي من قبل أن تأتي بك – اعترف بغيرتها مني عندما كنت دائما معي عندما يحدث مكروه كانت تهرعين الي و كانت تقول انا من يحمل انا من يرضع و انت من يحصل علي المحبة , تذكرين ذلك ؟! , و لكن عوضها الله في اخيك فهو ابن أمه تصر ان تدلله كأنها تدلله دلالين دلالك و دلاله , و هو الآن كبر انظري اليه و انظري الي نفسك !

انت تفطنين بكل ذلك يا ليلي , ان كنت افتخر بشيء فعلته في حياتي فهو انت !

هل مازالت تفتخرين ابيك ؟! أسرق أحد مكاني ؟!

لا تجيبي علي اسئلتي لا استحق ان اعرف اجابتها , أين كنا ؟! لقد تذكرت  " كاميليا " !
 
سوف أحكي عن كاميليا من اختارها قلبي – و كان عقلي  رافضا - ستدركين بنفسك ذلك أنا اعرف , لن اوصفها لك سأدعك ترسمين وجها , تلونين شعرها , تلمسين نظراتها , تقسين طولها بنفسك , سأدعك كل ذلك لك يا ابنتي لا تعتقدين يا ابنتي اني نسيتها , مثلها لا ينسي يا ابنتي لا ينسي, و لكن كل هذا بعد عمر طويل لا يعد يهم , و سأقول كيف كانت , سأحاول ان اكون واقعيا ان اكون امينا في حكايتي لا تتوقعي مني الكثير فالعقل يزيف الحقائق و يعدلها لتصبح اجمل لا يستطيع احد ان يعيش بماضيه بما حدث فعلا , فكل منا ارتكب ذنوب تكفيه عدة حيوات و الا كيف اصبح العالم هكذا اذا كان جميع البشر ملائكة ؟! 
ادع الله ان يغفر لأبيك فانه الغفور الرحيم !  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق