الجمعة، 16 أغسطس 2013

طفلا

يا ابنتي ,, لم أكن حيا الا حين كنت مع كاميليا و انت في سنين طفولتك !
اعذريني يا ابنتي ارجو ان تتحملي ضجري ,, و طول حكايتي ,

سأبدا حكايتي بابيك طفلا

كانت كاميليا جارتنا التي تصغرني بعاما ,, صديقتي الوحيدة و صديقها الوحيد كان انا , لم يستطع احدنا يصادق غير الأخر فلابد لذلك الشخص الغريب علينا ان يصادقنا معأ و هذا كان مستحيلا فكان بمثابة غزوا لصداقتنا و لم يستطع احد و نحن صغار ان يتحملنا معا دون ان يسلم مننا

و اني لأذكر ذلك الفتي أحمد الذي يسكن معنا في نفس العمارة انه استغل فترة سفري لزيارة جدي في بلدنا و تقرب الي كاميليا و عدت وجدتهما معا فدفعته من علي الدرج فكسرت يده فسبني - و هو يبكي - فدافعت عني صديقتي الوحيدة - وتلك اللحظة تأكدت من ذلك - و اتهمته بأنه من اوقع نفسه متسببا لنفسه في ذلك الألم , كم يعمي القلب العين يا ابنتي !!

و اشتكي اباه لأبي فأدبني ابي و ضربني - و لم يضربني قبلها او بعدها - و قد كان ابي يكره العنف و لكنه لم يري غير ذلك حلا لـتأديبي , لقد عطل مبادئه قليلا من اجل ما ارتائه عقله , لم ابكي و لم احزن , فكانت كاميليا خير مواسي لي .

لا افتخر يا ابنتي بما فعلت و لكني لا اندم عليها ايضا فلم يجرأ احدا بعدها علي انتهاك حرمتنا لسنين طوال .

كنا زوج غريب من الأطفال لذلك و لكن ذو تصرفات كثيرا منها لم تكن الا طفولية
كنا نختبيء اسفل السلم و نقذف الغريب و القريب " بالبومب " و نشاهد هلعهم و نتلقي منهم الشتائم و لكننا لم نرتدع عن ذلك حتي حرمنا من المصروف و لم يعد بامكاننا نشتري المزيد !

اشتاق الي تلك الأيام حقا , لا ادري متي كبرت فتلك الأيام اشعر انها كانت الأمس !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق